مرقب منيخ






على قمة هضبة منِيخ، التي تقع إلى الجنوب الغربي من البلدة القديمة في المَجمَعة، يقف مَرقب منيخ شامخًا، كأنه عينٌ ساهرة تحرس البلدة. شُيِّد هذا البرج عام 820هـ، في بدايات تأسيس بلدة منِيخ، وهو الاسم القديم للمَجمعة، ويتميز بتصميمه الأُسطواني المخروطي، حيث تضيق جدرانه تدريجيًّا كلما اتجهنا نحو الأعلى عبر درج الصعود. ويبرز فيه أسلوب العمارة النجدية التقليدية، فقد استُخدم الطين في بنائه، مع أساساتٍ حجرية تعزِّز متانته، وفتحاتٍ صغيرة كانت تُستخدم للمراقبة وتصويب البنادق. وقد لعب مرقب منيخ دورًا محوريًّا في حياة السكان، إذ كان نقطة مراقبة إستراتيجية، وحصنًا دفاعيًّا يسهم في حماية البلدة وتأمينها من جميع الجهات، إضافةً إلى أهمية هذه الأبراج في رصد حركة القوافل التجارية المارة بالقرب منها، واستكشاف السيول القادمة وإعلام الأهالي بها. وهو برج كبير نسبيًّا، ويُحيط به سور من الجهة الغربية، وقد خضع لعمليات ترميم للحفاظ على هيكله التاريخي وتحسين المنطقة المحيطة به. وقد افتتح مؤخرًا "مركز زوار مرقب منيخ"، الذي يقدِّم تعريفًا شاملًا بتاريخ المجمعة وإقليم سدير عبر شاشات عرضٍ تفاعلية، مع تخصيص قاعة وشاشة كبيرة لعرض معلومات تفصيلية عن المرقب وتاريخه. ويمثل المرقب اليوم أحد المعالم التاريخية التي تربط الماضي بالحاضر، حيث تتيح زيارته فرصةً للتعرف على جوانب من تاريخ نجد، ضمن تجربة ثقافية تجمع بين الأصالة وجماليات العرض الحديث.

