قصر الإمارة







يُعد قصر الإمارة التاريخي في محافظة الغاط أحد المعالم التراثية البارزة في المملكة العربية السعودية، إذ يعكس نمط العمارة النجدية بأصالته وتاريخه العريق. بُني هذا القصر بأساساتٍ حجرية تعلوها جدران الطين، وسُقِّف بخشب الأثل وسعف النخيل، ليكون مقرًّا للحكم والإمارة في البلدة. وهو يتكون من ثلاثة أقسامٍ ووحداتٍ معمارية متكاملة، وما يزال القسم الأقدم منها باقيًا على حالته، وتضم أقسام القصر 50 غرفةً موزعةً على طابقين، تشمل مجالس للرجال، ومخازن للغِلال والتمور، وصالات استقبال، وفي كل صالة درج يقود إلى الطابق العلوي حيث غرفُ السكن، ويحيط بالقصر مشهدٌ طبيعي من مزارع النخيل والبيوت الطينية القديمة، مما يمنحه طابعًا تراثيًّا مميزًا. وبعد ترميمه وتأهيله، تحوَّل القصر إلى متحفٍ يوثق تاريخ الغاط عبر العصور، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، ثم فترة ما قبل الإسلام، مرورًا بالفترة الإسلامية، ووصولًا إلى التاريخ الحديث. وتتوزع مقتنيات المتحف ما بين مخطوطات، وخرائط، وقطعٍ أثرية تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية لسكان المنطقة، ويضم مسرحًا للعرض المرئي، يعرض كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته للبلدة التراثية، إلى جانب أماكن مخصصة لإدارة المتحف، وقاعات استقبال، ومتجرٍ تراثي، ومجلس القهوة التقليدي، الذي ظل محافظًا على طابعه القديم. يقدِّم قصر الإمارة في الغاط تجربةً ثقافية متكاملة، حيث يمتزج فيه التراث بالتوثيق الحديث، مما يجعله وجهةً فريدة لاكتشاف تاريخ الغاط ودورها في بناء الدولة السعودية.

